يجيب على السؤال الدكتور حسنى سلامة أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب القاهرة قائلا: مرضى القولون هم الأكثر حظا فى شهر رمضان حيث تتحسن حالتهم إذا اتبعوا التعليمات والنصائح الطبية والغذائية، فالمعروف أن المرض بالأساس ناتج عن التوترات العصبية والذى تؤدى إلى سرعة مرور الطعام فى القناة الهضمية فيصل إلى القولون دون أن تتم عملية الهضم كاملة أما القولون نفسه فإن حركته تصبح غير منتظمة محدثا اضطرابا فى عملية الإخراج كما يحدث المرض نتيجة الاختلاف فى مواعيد تناول الطعام مما يثير حفيظة القولون ويجعله عصبيا، ويمثل شهر الصيام فرصة لتوفير أهم عنصرين لعلاج هؤلاء المرضى الأول هو الهدوء والسكينة والبعد عن التوتر، كما أن تناول الطعام فى مواقيت ثابتة يحافظ على القناة الهضمية ويجدد كفاءتها ولكن مع ضرورة البعد عن تناول الأطعمة الدسمة والحلويات والإقلال من المواد الحريفة والتوابل وكمية قليلة من البروتينات الحيوانية التى تعد من أصعب المواد الغذائية فى الهضم وكذلك هناك صعوبة فى إخراجها حيث تقل فضلاتها بشكل ملحوظ، والأهم لهؤلاء المرضى تناول كميات من الألياف على مدار وجبتى الإفطار والسحور حيث إنهم يعانون من اضطراب يؤدى إلى بطء حركة الجهاز الهضمى وهذا البطء أو الكسل يؤدى إلى حدوث نوبات الإمساك الشديدة التى تميز المرض، ويشير إلى الدور المهم للألبان فى هذه الحالة حيث تعمل على إثارة حركة المعدة لتتخلص من فضلاتها.
ويضيف الدكتور حسنى سلامة إلى ضرورة الاهتمام فى وجبة الفطور بتناول الخضروات الطازجة والابتعاد عن الأطعمة المحمرة والدهون وتناول كميات كبيرة من المياه، أما السحور فيفضل تأخيره للسماح للقولون بأن يفرغ محتويات وجبه الإفطار ويفضل تناول الألبان المخمرة مع الخبز الأسمر والفاكهة، والذين يعانون من القولون المتقرح ففى حالة نشاط المرض فمن الأفضل لهم عدم الصيام نظرا لمعاناة المريض من إسهال متكرر مما يلزم تعويضه بكميات كبيرة من السوائل وتناول جرعات الدواء على فترات متقاربة وفى حالة عدم النشاط يمكنه الصيام بدون مشاكل.
ولهواة شرب الشاى بعد الإفطار يفضل شرب كوب صغير مع قليل من السكر وإضافة النعناع الذى يقلل من الانتفاخ مع الحذر من شربه قبل تناول وجبة الإفطار مما يحول دون إفراز العصارات الهاضمة مسببا سوء الهضم وإعاقة امتصاص الجسم لمكونات الوجبة الغذائية.
No comments:
Post a Comment