Saturday 27 March 2010

الجهاز الهضمى 2

- إصابات اللسانAffections of the Tongue
1- التهاب اللسان :Glossitis
يتعرض الغشاء المخاطي المغطي للسان للالتهاب, الذي يكون أولياً (بدئياً), أو ثانوياً ذو علاقة بأمراض خمجية مختلفة, ويقسم من حيث سيره إلى حاد .Acute Gl , ومزمن Chronic Gl.,
ويقسم الالتهاب الحاد بدوره إلى: سطحي , وععيق (فلغموني) Myositis.
أ- الالتهاب الحاد: . Acute Gl
يحدث تحت تأثير بعض الأسباب البدئية كالجروح المختلفة وخاصة القطعية منها التي تنجم عن اللجام
أو السقوط على الأرض, والجروح بسبب الأسنان الحادة وسوء الإطباق, والأسباب الأخرى التي ذكرت في بحث التهاب الفم والتي تسبب التهاب الحليمات اللسانية Papillae lingualis (الهاروش),
أما الثانوية فتشمل الحمى القلاعية FMD , والتهاب الجلد البثري الساري Pustular Dermatitis , ومرض اللسان الأزرق,
ومن أهم الأعراض التي تشاهد هي صعوبة في عمليتي المضغ والبلع, والسيلان اللعابي,
وتوذم اللسان وتدليه خارج الفم, يأخذ اللون المائل للزرقة,
يشاهد تورم فلغموني في الحفرة بين فرعي الفك الأسفل وتضخم العقد اللمفاوية الموضعية,
ومع تطور الحالة يصاب رأس اللسان بالنخر, وتتقيح المنطقة تحت اللسانية,
ويظهر على الحيوان المصاب علامات الاختناق والإنتان الدموي (الإنتانمية).

ب- الالتهاب المزمن : Chronic Gl.
تشكل الفطور والعصيات الشعّية السبب الرئيسي في حدوث هذا الالتهاب,
وقد يشاهد عند الأبقار التهاب اللسان المزمن نتيجة لتكررالالتهاب إثر الإصابة بالحمى القلاعية, وبنسبة قليلة جداً في مرض السل TB.والتهاب العضلات الإيزونوفيلي Myositis Chronic Eosinophilicعند الكلاب.ومن أهم أعراضه:
تصلب اللسان Sclerosis Linguae , وتضخمه, وصعوبة في البلع .
ومن الأمراض المزمنة والشائعة التي تصيب اللسان ولاسيما عند الأبقار مرض اللسان المتخشب Wooden Tongue الذي تسببه العصيات الفطرية الشعّية ِActinobacillosis Ligniercaiiِ وهي تشبه الفطر الشعّي,
حيث تدخل هذه العصيات من خلال الجروح بين اللثة والأسنان,
أو من جراء انغراس بعض الأجزاء العلفية المدببة والملوثة بالعامل المسبب في الحفرة على ظهر اللسان.
وتتوضح الإصابة بتشكل أورام حبيبية Granulloma يتراوح حجمها من حبة الحمص حتى حجم الجوزة,
وتأخذ بالكبر تدريجياً, بسبب زيادة حجم المفرزات الصديدية المتجبنة أو المتكلسة داخلها,
مما يسبب تليف عضلات اللسان وزيادة حجمه, ويظهر على سطحه السفلي وعلى جانبيه ما يشبه التسلخات والتقرحات التي تغطي غشاءه الظهاري مما يزيد من الألم وصعوبة البلع وظهور السيلان اللعابي,
كما تتضخم العقد اللمفاوية الموضعية, ويسمع صوت شخير مصحوب بزلة تنفسية Dyspnoea أحياناً.
2- قرحة اللسان الرضحية: Traumatic Ulcer of the Tongue
تتوضع عادة في الانخفاض الموجود على ظهره عند الأبقاروتبدو على شكل مغزل Spendele - Shaped,
وتشكل نسبة الإصابة نحو 6 % من أبقار المزارع,
ويعود السبب في تشكل هذه القرحة إلى عوز بعض الفيتامينات ولاسيما Vit.A , وعوز بعض العناصر المعدنية والنادرة,
كما أن للأسباب الآلية دور في حدوث القرحة, وتظهر القرحة مستديرة الشكل حمراء مغطاة بنسيج حبيبي وبقع نخرية منتشرة.
ومن أعراض قرحة اللسان الرضحية امتناع الحيوان عن تناول الغذاء أو أن يتتناوله ويمضغه ببطء وحذر بسبب الألم,
ويظهر السيلان اللعابي الغزير, ولاتترافق الحالة بارتكاس عام.
وعند الخيل تظهر في الطية اللسانية المزمارية (اللسانية الفَلْكَوية) مايشبه الكيسة تدعى
كيسة قاعدة اللسان Tongue base cyste متدلية أو ملتصقة إلى النسج المجاورة, يبلغ طولها نحو/3/سم,
ومن التوقع أن تحدث ضيق في التنفس وعملية البلع, ومما يزيد من في ضيق التنفس التدريب الشاق والعنيف. تعالج جراحياً.
3- شلل اللسان : Tongue paralysis
يطلق على هذه الحالة أيضاً Glossoplegia, ويقسم إلى شلل متعمم وشلل جزئي
يترافق بتعطل تام أو جزئي في وظيفة اللسان الحركية, ويمكن أن يكون مصدر هذا الشلل عصبياً أو عضلياً.
أ*- الشلل المركزي: Central neurogenic paralysis
ويحدث نتيجة لشلل العصب تحت اللساني (الزوج الثاني عشر من أعصاب المخ) Hypoglossial nerve,
ويحدث من جهة واحدة أو من جهتين,
ويظهر الشلل المركزي عند الإصابة بأحد الأمراض الخمجية كداء الكلب, أوخناق الخيل,
أو إصابة الطرق التنفسية بأمراض خمجية كذات الرئة وذات الجنب السارية عند الخيل, والتهاب السحايا, والتسمم الوشيقي, وتطور بعض الخراجات والأورام في المخ, والإصابة بالعصيات الشعيّة عند الأبقار.


ب - الشلل المحيطي :neurogenic paralysis Peripheral
وينجم هذا الشكل من الشلل عن جروح اللسان العميقة والتهابه الشديد,
أو في حالة كسر العظم اللامي, أو عظم الفك السفلي .
ويحدث الشلل العضلي للسان من جهة واحدة Unilateral فيبدو اللسان متدلياص ومنحرفاً نحو الجهة السليمة,
أوأن يصاب بالشلل من جهتين Bilateral وهو الكثر شيوعاً فإنه يتدلى من الفم ويضمر ويرافق ذلك صعوبة في عملية البلع .
المعالـجة : Treatment
تطبق في الالتهاب البدئي المعالجة المستخدمة في التهاب الفم ذاتها,
وحال توذم اللسان ينصح بغسيل الفراق الفموي بالماء النظيف بتنكيس رأس الحيوان إلى أسفل وضخ الماء من زاوية الفم بوساطة محقن من البلاستيك أو إجاصة مطاطية.
أما في الالتهابات الثانوية فجب العمل على وضع تشخيص صحيح للمرض الخمجي المسبب بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله.
أما قرحة اللسان الرضحية فتعالج بإزالة السبب إن أمكن تحديده , ثم تدهن القرحة باليود الغليسيريني بنسبة 1:1 , أو 1:2 , أو أن تدهن بمحلول نيترات الفضة بنسبة 3% مرتين في اليوم مع مراعاة تقديم الأغذية الطرية والرطبة حتى الشفاء, واستكمالاً للمعالجة يوصف فيتامين A حقناً أو بإضافته إلى بعض العناصر المعدنية إلى العليقة.
ومن أجل معالجة مرض اللسان المتخشب يجب أولاً كشط اللسان بقدر الإمكان لإزالة الطبقة المتنخرة,
وفي حال حدوث نزيف فيوقف بالمقبضات كمحلول الشبة بنسبة 3-5% أو بمحلول فوق كلورور الحديد بنسبة 5%,
وإذا عثرعلى أورام فتفتح بالمشرط ثم يدهن مكان الإصابة بصبغة اليود بنسبة 3-5%, ويمكن وصف مركبات اليود مثل يودور البوتاسيوم عن طريق الفم Per Os بجرعة/5-20 /غ يومياً لفترة طويلة تستمر أيام عدّة حسب شدة الحالة,
ويمكن حقن محلول يودور البوتاسيوم الطازج تحت اللسان وعلى جانبيه ثلاث مرات مرة كل /10/أيام,
كما يعد العامل المسبب حساساً للبنسيللين والستريبتوميسين,
لذا يفضل استخدامهما حقناً في العضل بجرعات تتناسب مع وزن الحيوان ولفيرة مناسبة .
وأخيراً يجب الإشارة إلى أن شلل اللسان البدئي وخاصة المحيطي غالباً ما يشفى تلقائياً إثرمضي نحو/6/أسابيع على الإصابة , ويمكن تطبيق المعالجة الفيزيائية بتدليك اللسان, ووصف الاستركنين حقناً تحت الجلد,
أو مجموعة فيتامين B المركب حقناً في العضل, وخلاصة الجوز المقيئ عن طريق الفم لتسريع الشفاء,
ويفضل عدم إعطاء الحيوان المصاب أية سوائل أو غذاء عن طريق الفم إلى حين حدوث الشفاء تجنباً لحدوث بلع خاطئ وتطور التهاب القصبات والرئة الاستنشاقي, وفي حال عدم استجابة الحيوان للمعالجة خلال /3/أسابيع يجب تنسيقه .

III - إصابات الغدد اللعابيةAffections of the Salivery Glands
تتعرض الغدد اللعابية لإصابات مختلفة أهمها الالتهاب Sialoadenitis, والرضوح, والتحصي اللعابي Sialolithiasis , والقيلة المخاطية Mucocele, والأورام وغيرها.
ومن أهم مظاهر إصابتها السيلان اللعابي (الإلعاب), وهي شائعة عند الأبقار, وقليلة المصادفة عند الخيل.
1 – سيلان اللعاب(الإلعاب)Ptyalism , Sialorrhoea
تتميز هذه الحالة بتراكم اللعاب ضمن الفم, مما يجعله يسيل خارج الفم بسبب بتعذر ابتلاعه جزئياً أو كلياً.
أو بسبب إفرازه الغزير Hypersecration.
الأسباب :Etiology
1- الأسباب الأولية: Agents Primary
- التهابات الفم, وإصابات الغدد اللعابيية, وإصابات اللسان , والأسنان.
- تعرض الحيوان لبعض التسممات Poisonings وخاصة الكيميائية منها, كالتسمم بمركبات البيزموت, والرصاص, والزئبق, واليود, ومركبات الفوسفور العضوية أو التسسمم بمقلدات اللاودي, أو التسمم في المراعي ذات النباتات البقولية وغيرها.
- إعطاء الحيوان بعض العقاقير التي تثير إفراز اللعاب عن طريق تنبيه الأعصاب اللاودية, كالأريكولين, والبيلوكاربين, واللانتين وغيره.
- حقن مهدئ Xylasine للأبقار بقصد تهدئة الحيوان والتدخل الجراحي, وكذلك الحقن السريع للمصل السكري عالي التركيزضمن الوريد.
- نقل الأبقار بالحافلات المكشوفة لمسافات بعيدة وتعرضها للتيارات الهوائية أثناء ذلك.
2- الأسباب الثانوية: Secondary Agents
هناك بعض الأمراض الخمجية التي تترافق بالإلعاب وتتضمن:
داء الكلب, والحمى القلاعية, والحمى الرشحية الخبيثة, والكزاز, والطاعون البقري, والإسهال الحموي عند الأبقار, و التسمم الوشيقي Botulism, ومرض دفتريا العجول الذي تسببه عصيات النخر.
- الإصابة ببعض المراض الاستقلابية كما في الشكل العصبي لمرض تخلون الدم Ketosis, وكزز العبورTransport tetany, وكزز المراعي Grass tetany, ومتلازمة تشحم الكبد عند الأبقار .FLS.
- الأورام Neoplasma
- انسداد البلعوم أو شلله, وشلل اللسان, وكسور الفك السفلي .
- انسداد المريء أو شلله .
- التهاب الشبكية والصفاق الرضحي عند الأبقار, إلى جانب إصابات المعدة عند الحيوانات الأخرى .
الأعراض الإكلينيكية: chinical findings
في الإصابات البدئية لايشاهد على الحيوان سوى السيلان اللعابي, إلى جانب امتناعه جزئياً أو كلياً عن تناول الغذاء,
و لدى فحص التجويف الفموي قد يلاحظ علامات التهاب بسيط, ومن المحتمل العثور على جسم غريب منغرس في مخاطيته, وفي حال التأكد من سلامة التجويف الفموي يجب أن يمتد الفحص ليشمل البلعوم أيضاً,
إلى جانب فحص الميزابة المريئية من الخارج وتقصي لمعة المريء باللي المعدي.
أما في الحالات الثانوية فإن السيلان اللعابي غالباً ما يقيم كعرض من الأعراض المرضية العامة التي تترافق بالمميزة للمرض الخمجي المسبب لسيلان اللعاب, وكذلك الحال في التسممات حيث تظهر على الحيوان علامات التسمم واضحة كالمغص والتقيؤ, والإسهال النزفي, والشلل أحياناً إلى جانب التهاب الفم والسيلان اللعابي.
التشخيص : Diagnosis
يعتمد في وضع التشخيص علىالمعلومات المستقاة من صاحب الحيوان بالحصول على تاريخ الحالة
ولا سيما في حالات الاشتباه بالتسمم .
ثم يفتح الفم ويفحص بدقة بغية العثور على السبب,
كما يجب إخضاع الحيوان لفحص إكلينيكي شامل للكشف عن مرض معد أو عضوي أدى إلى سيلان اللعاب,
ومن الأهمية بمكان الانتباه عند فحص الفم ولا سيما عند الكلاب والقطط أخذ الحذرلأنه من المحتمل أن يكون الحيوان حاملاً لداء الكلب أو مصاباً به .
المعالجة : Treatment
تطبق المعالجة على ضوء التشخيص, ففي الحالات البدئية يستبعد السبب أولاً, ثم تطبق بعض المقبضات الغذائية بدهن الفم بدبس الرمان أو برب البندورة أو بالليمون مع الملح مرتين أو ثلاث مرات في اليوم,
كما يمكن استخدام محلات النظير الودي كسلفات الأتروبين والسكوبولامين حقناً تحت الجلد,
ومن العقاقير المحلة للنظير الودي أيضاً الهيوسين Hyoscine والهيوسيامين Hyoscyamine والإرجوتامين Ergotamine وغيره, أو أن تستخدم المهدئات Ataractics مثل ِِ .Acepromazineومن المفيد
وصف كلورات البوتاسيوم أو الليغول موضعياً داخل الفم فإن ذلك يساعد في تخفيف السيلان اللعابي من الفم,
أما في الحالات الثانوية فيجب العمل على عزل الحيوانات المصابة فوراً,
وتحصين السليمة منها باللقاح المضاد للمرض المسبب,
وتنسيق المصابة بأمراض معدية غير قابلة للمعالجة كالحمى الرشحية الخبيثة, و الطاعون البقري و غيره, وفي الحمى القلاعية تعالج الآفات في الفم بالمقبضات والمعقمات الموضعية كما ذكر سابقاً ,
أما التسممات فتعالج بمضاداتها. وعند الاشتباه بداء الكلب يحجر الحيوان لمدة /14-20/ يوماً لمراقبة تتطورالأعراض عند الحيوان بغية اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المرض.
2 – التهاب الغدة النكفيةParotitis
يصيب معظم أنواع الحيوانات وفي مقدمتها الأبقارثم الخيول.
الأسباب Etiology:
1- الأسباب الأولية :Agents Primary
تتضمن الأسباب الأولية :
أ - الرضوح الموضعية التي تحدثها النباتات العلفية ذات الأشواك والتي يمكنها أن تدخل إلى الغدة عن طريق قناة ستينونduct Stensen التي تنفتح على التجويف الفموي بحلمتها عند الضاحك الأعلى والأخير,
وغالباً ما تكون هذه النباتات ملوثة بأنواع مختلفة من الجراثيم التي تسبب التقيح.
ب - امتداد الالتهابات المجاورة إلى الغدة ذاتها,
و مما يجب ذكره أن التهاب الغدة النكفية الساري عند الإنسان P.epidemica يسببه حمة راشحة من نوع خاص,
وأن مجموعة من الأبحاث تشير إلى وجود مثل هذا الالتهاب الحُموي عند أنواع الحيوانات المختلفة .
ج - عوز فيتامين A حيث يعد من العوامل المساعدة على التهاب الغشاء المخاطي لقناة ستينون, إذ أن عوز هذا الفيتامين يساعد على تشكيل الحصيات اللعابية ٍSialoliths ((Salivary calculi التي بدورها تسبب التهاب الغدة النكفية وخاصةً عند العجول والأبقاروبنسبة أقل عند الخيل, كما يمكن أن تتشكل الحصاة اللعابية نتيجة لدخول جسم غريب و ترسب أملاح الكالسيوم علي سطحه
2- الأسباب الثانوية : Secondary Agents
يكون التهاب الغدة النكفية ثانوياً لمرض خناق الخيل وأنفلونزا الخيل, ومرض حداثة السن عند الكلاب, وطاعون الكلاب, وإصابة الغدة ذاتها بالفطر الشعّي أوبالعصيات الشعّية, ومرض السل (التدرن )عند الأبقار, والأورام النمائية المختلفة,
والسل الكاذب عند الأغنام والماعز.
هذا ويعد التهاب الغدة النكفية واحد من العلامات المرضية المميزة لذات الرئة وذات الجنب السارية Pleuro-pneumonia Contagiousعند الخيل و الأبقار.
الأعراض الإكلينيكية : Clinical findings
تعد الأبقار أكثر أنواع الحيوانات تعرضاً لهذه الإصابة, يليها الخيل ثم الكلاب.
ويحدث الالتهاب من جهة واحدة أو من الجهتين, وتبدو الأعراض متباينة وفقاً لتطور مراحل الالتهاب,
ففي الشكل وحيد الجانب غالباً ما يكون الالتهاب حاداً و منتشراً, فيحدث ترفع في حروري عند الحيوان المريض,
وتبدو الغدة النكفية متورمة من جهة واحدة, ونادراً ما تتورم من الجهتين,
ويلاحظ على الحيوان وهو يميل برأسه نحو الجهة السليمة, أو يمد برأسه إلى الأمام في حالة الالتهاب ثنائي الجانب,
وعندما يصبح الالتهاب منتشراً ومسيطراً على المنطقة بأكملها فتصبح عملية البلع صعبة Disphagia ,
كما يلاحظ البهر Dyspnoea , وعندما يحدث الورم ضغطاً متزايداًعلى الحنجرة يصبح الشهيق والزفير شخيرياً,
ويشاهد سيلاناً لعابياً خفيفاً مع الشعور برائحة كريهة تنتشر من الفم ,
وبالجس على المنطقة يشعر الفاحص بسخونتها و حساسيتها للضغط بسبب الألم ,
وعندما يأخذ الالتهاب منحى التقيح فإن قوام الغدة يصبح متموجاً بسبب تراكم الصديد ضمنها ويسيل عبر قناة ستينون ليصب في التجويف الفموي, ويكشف عن ذلك بالجس الخارجي على المنطقة,
وقد شوهدت بعض الحالات التي انفتح فيها الخراج وسال الصديد عبر ناسورلعابي نحو تجويف الفم,
إلا أن أكثر الحالات تفتح نحو الخارج , كما ترافقت بعض الحالات بالعرج وعدم الرغبة بالحركة.
وعندما يتحول الالتهاب إلى الشكل المزمن تخف حدته, أو أن يزول الألم نهائياً, وتأخذ المنطقة القوام الصلب
بسبب تليف الغدة, أو أن يتليف بعض الفصوص دون الأخرى من الغدة مما يكسبها قواماً صلباً غير متجانس.
سير المرض والإنذار: Prognosis
يسير التهاب الغدة النكفية الحاد ويتطور تطوراً سليماً, ويشفى بالمعالجة الصحيحة والسريعة, إلا أنه في الالتهاب الصديدي من الممكن بقاء ما يشبه الناسور, أما إذا أخذ الشكل المزمن فيصبح التكهن بالحالة سيئاً بسبب التليف مما يجعل من عملية المعالجة وحدوث الشفاء التام أمرغير ممكن ولا سيما إذا كان لهذا الالتهاب علاقة بالأورام النمائية .
وقد تحدث بعض المضاعفات كالبهر الشخيري نتيجة لضغط الورم على الحنجرة, أو أن يصاب الحيوان بشلل العصب الوجهي و غيره. يدوم المرض نحو /1-2/أسبوع و يشفى الحيوان خلال هذه الفترة إثر تطبيق المعالجة الصحيحة,
أما أن تتقيح الغدة فهو الأمر الغالب و المتوقع, حيث تبدأ الأعراض العامة بالوضوح كارتفاع درجة حرارة الحيوان, والهبوط العام, والقهم, وتصبح الغدة لينة الملمس وساخنة و يتشكل مناطق منتفخة و متموجة قد تبلغ من الحجم ما يعادل حجم البيضة,
و تمثل هذه المناظق خراجات تطرح بمحتوياتها إلى الخارج أو عبر قناة ستينون إلى داخل الفراغ الفموي,
الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اختلاطات جانبية على جانب من الخطورة كالتهاب البلعوم أو التهاب الأمعاء الصديدي,
أو التهاب شفاف القلب التقيحي أو التهاب الرئة ذو الطبيعة القيحية .
التشخيص :Diagnosis
يعد التشخيص في هذا الحال سهلاً , ويعتمد على الأعراض الإكلينيكية الموضعية,
إلا أنه من الضروري تمييز التهاب الغدة النكفية عن:
- التهاب البلعوم : الذي يرافقه السعال والسيلان الأنفي الغزير, واضطراب عملية البلع إلى جانب حساسية منطقة البلعوم للضغط وتوذمها وتضخم العقد اللمفاوية المجاورة .
- التهاب الردب السمعي الكاذب: يصيب الخيول فقط, و يظهر في مكان قريب من توضع الغدة النكفية وله أعراض مميزة.
ويمكن لالتهاب الغدة النكفية أن يختلط مع سل العقد اللمفاوية تحت الفكية أو مع خناق الخيل, إلا أن الورم والخراجات في مثل هذه الحالة تكون في العمق ويصعب الشعور بها بالجس, و لا يلاحظ سيلان اللعاب .
- ورم الفطر الشعّي : يتميز الورم في هذه الإصابة بتوضعه في النسيج العظمي للفك الأسفل (الفك المتورم) ويحدث فيه تورمات وتشوهات غير عكوسة على شكل ورم صلب وثابت غير متحرك, ومحدود.
المعالجة :Treatment
يجب تحديد أسلوب المعالجة وفقاً لسير الالتهاب حاداً كان أم مزمناً , وتحتاج الحالة الحادة إلى معالجة موضعية وعامة.
1- المعالجة الموضعية:
يجب حلاقة الشعر فوق المنطقة, ثم تدهن بمراهم مسهلة للامتصاص ومسكنة للآلام كمرهم اليود 5-10%
أوبمرهم الكافور 10%, أما إذا كان الالتهاب آخذاً نحو التقيح يفضل دهن المنطقة
بأحد المراهم المنضجة للخراج Vesicants كمرهم الأكتيول 10- 15% أو مرهم تاني يودور الزئبق الأحمر,
وبعد أن يصبح الخراج ناضجاً يبزل في أسفل نقطة منه, تم توسع الفتحة بآلة جراحية غير حادة للتفريغ من خلاله,
ثم تجرى له عملية غسيل بأحد الحاليل المطهرة الخفبفة كمحلول الليغول أو محلول برمنغنات البوتاسيوم المدد,
أو بالماء الأوكسجيني المدد /6:1/, تم يبحث بالإصبع أو بإدخال ملقط جراحي عن الجسم الغريب إن وجد اشتباه حول ذلك,
ثم يمس جدار الجيب من الداخل بصبغة اليود 5-10%, ثم يطبق الحشو الضاغط, ونكرر العملية مرات عدّة حتى الشفاء.
وينصح بغسيل الجيب بمحلول مختلط من الايتير مع الأيودوفورم بنسبة 1% وذلك لتنبيه تكوّن ونمو النسيج الحبيبي,
أما الماء الأكسيجيني فيساعد على فصل النسج الميتة,
أما في الحالات المزمنة والناجمة عن تدخل الفطر الشعّي أو العصيات الشعّية فإن المعالجة إما أن تكون جراحية بإزالة الورم الجيبي بالمشرط الكهربائي أو بالمحكتة, ويوقف النزيف باستخدام محلول فوق كلوريد الحديد بنسبة 5% ,
ثم تحشى القناة والجيب بالشاش المبلل بصبغة اليود أو بمحلول كبريتات النحاس 10-20% حشواً ضاغطاً,
إلى جانب التدخل الجراحي توصف مركبات اليود للحيوان بالمقادير التالية :
يودور البوتاسيوم .................... /3/غ
يودور الصوديوم ................... ./2/غ
ماء مقطر و معقم.................... /20/مل
يعطى هذا المحلول حقناً لكل /100/كغ من وزن الحيوان الحي .
يجب أن تحضر هذا المحلول طازجاً ومعقماً وخالياً من الرواسب, ويحقن ضمن الوريد حقناً بطيئاً على أن يكرر الحقن كل /10/ أيام مرة ثلاث مرات, وبعد ذلك يظهر الالتئام خلال شهر و نصف حتى الشهرين .
يجب أن لا يعطى الحيوان الواحد أكثر من /40/ غ من يودور البوتاسيوم في مرة واحدة مهما كان وزنه خوفاً من حدوث التسمم
المعالجة العامة :
توصف الصادات الحيوية ذات الطيف الواسع التأثير بجرعات تتناسب مع وزن الحيوان,
ويفضل أن تشارك الصادات الحيوية مع المركبات السلفاميدية للإسراع بالشفاء.
3- التهاب الغدد تحت الفكية وتحت اللسانية Mandibular and Sublingual Sialoadenitis
تتكون الغدة تحت اللسانية الواحدة من فصوص عدة, وتتوضع تشريحياً على طول جانبي التجويف ما تحت اللسان, ولا تملك هذه الفصوص قناة عامة واحدة لنقل الإفراز, بل إن كل فص من فصوص هذه الغدة ينفتح بشكل مستقل على التجويف الفموي, وتظهر هذه القنوات البلغ عددها نحو/30/قناة على شكل مسام صغيرة في التجويف ما تحت اللسان,
لذا فإن الإلتهاب يصيب فصوص دون أخرى من هذه الغدة وعلى مراحل متفاوتة.
أما الغدة الفكية فإنها تنفتح إلى التجويف الفموي عند الوجه الخارجي للحليمة تحت اللسان Sublingual carucule ,
ويحدث الالتهاب نتيجة لدخول قطعة علفية عبر قناة الغدة تحت اللسانية أو الفكية, وغالباً ما يكون هذا الالتهاب امتداداً لالتهاب الفم أو الغدة النكفية التعفني ذي الطبيعة الصديدية.
الأعراض الإكلينيكية : Clinical findings
يتظاهر هذا الالتهاب بحدوث مايشبه الورم بين فرعي الفك الأسفل أو على جانبي اللسان قد يصل حجمه حتى حجم البيضة, ويكون هذا الورم ذو قوام متموج بسبب احتوائه على الصديد الذي يسيل من حلمة القناة, كما أنه مؤلم ومترافق بسيلان لعابي, كما يشعر برائحة كريهة تخرج من الفم.
يجب تمييز التهاب الغدة تحت اللسانية عن الوذمة بين فرعي الفك الأسفل التي تشاهد عند الأبقاروالأغنام والماعز عند إصابتها بالطفيليات الداخلية( كالمتورقة الكبدية وغيرها) أو بأمراض قلبية تسبب قصوره كالتهاب التامور الرضحي من خلال الجس وتحسس قوام الوذمة بالإضافة إلى الأعراض المرافقة الأخرى,
كما يجب تمييزهاعن الأكياس الاحتباسية Mucocele (Ranula) التي تنجم كحالة ثانوية لانسداد قناة تحت اللسان
بسبب تراكم اللعاب المفرز إلى تجويف مفرد أو متعدد بالقرب من القناة المتمزقة وهي لاتترافق بعلامات التهابية .
ومن أجل المعالجة يجب غسيل الفراغ الفموي بمحلول مطهر مخفف مرات عدة يومياً ( راجع المطهرات في بحث التهاب الفم ) فيحدث الشفاء بسرعة, أما عند الكلاب فيمكن استئصال الأجزاء المتقيحة بسهولة بالطرائق الجراحية .
يحدث الشفاء خلال /1-2/أسبوع, ومن المحتمل حدوث تليف إثر انفتاح الخراج, أما حدوث الناسور فهو أمر غير شائع.

No comments:

Post a Comment