Wednesday 7 July 2010

الدكتور نبيل موصوف يكتب: ما هى مادة الكورتيزون؟

الكورتيزون مادة تفرز فى جسم الإنسان
الكورتيزون مادة تفرز فى جسم الإنسان من غدة صغيرة (4جم) تلتصق بالكلية، ولذلك سميت بالغدة الفوق كلوية، وتفرز هذه الغدة هرمونات أخرى تنظم الأملاح والماء فى الجسم، وتفرز أيضاً هرمونات جنسية ذكرية وأنثوية وموصلات عصبية مثل الأدرينالين والنورأدرنالين.

ولكن هناك غدة أخرى موجودة فى الدماغ تسمى الغدة النخامية تتحكم فى عمل غدة الفوق كلوية، فترسل لها مادة هرمونية تأمرها بإفراز الكورتيزون لزوم القيام بعمليات حيوية فى الجسم على مدار الساعة.

الكورتيزون يستعمل لعلاج الالتهاب، ولكن ما هو الالتهاب؟
الالتهاب هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع شاذ فى الجسم، كما تقوم العين بإفراز الدمع لطرد جسم غريب، وكذلك القىء هو عملية دفاعية لطرد السموم من المعدة قبل أن يمتصها الجسم، ولكن أحيانا يكون رد الفعل قوياً أو يستمر مدة طويلة ويؤدى إلى مضاعفات خطيرة. وهنا يتم التدخل بإعطاء الدواء اللازم لإيقاف هذه الأعراض.

فمثلا لو لسعت نحلة شخصاً فى يده – أى أنها حقنت فى جلده مادة غريبة – أو دخل فيروس فى كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارئ فى تلك المنطقة، وتتنادى الأجسام المناعية ويفرز الهستامين فتتوسع الأوعية الدموية فى المنطقة وتمتلئ بالسوائل فتتورم وترتفع فيها درجة الحرارة، وقد توضع الحواجز أمام زحف الجسم الغريب، وهو ما يدعى بالتليف (وهو تحول الخلايا الحية إلى ما يشبه الألياف لا حياة فيها) فإن استمر الالتهاب فقد يتليف معظم الكبد مثلا، لذا يجب إيقاف الالتهاب قبل أن يدمر الكبد أو الرئتين (كما فى الربو) أو الكلية وغير ذلك.

والالتهاب قد يحدث أحيانا ثم يذهب دون الحاجة لإعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفى أو يسيل الأنف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك أعراضاً وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدى المؤلم، وغير ذلك كثير مما يتطلب معه إعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون.

ما التأثيرات الجانبية لعقار الكورتيزون؟
على الرغم من التأثير القوى الإيجابى لعقار الكورتيزون المضاد للالتهاب، فإن عقار الكورتيزون يسبب كثيراً من الآثار الجانبية التى تزداد نسبة حدوثها كلما زادت فترة وكمية العلاج به، ومن المهم جداً محافظة المريض على المتابعة مع الطبيب المعالج حتى يتمكن من تقليل جرعة الكورتيزون المستخدم إلى أقل جرعة ممكنة قادرة على السيطرة على الالتهاب.

وتختلف قوة أدوية الكورتيزون من نوع إلى آخر، فمنها الضعيف والقوى والأشد قوة، والقوى جداً، ولذلك يتفاوت ظهور الأعراض الجانبية من شخص إلى آخر.

وتظهر الأعراض الجانبية لدى المرضى الذين يستخدمون الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن أو يتناولونه بجرعات عالية مدة طويلة، لأن ذلك يؤدى إلى تعطيل الغدة الكظرية فتتوقف عن إفراز الكورتيزون الطبيعى، وقد تحتاج إلى أسابيع أو أشهر حتى تعود إلى عملها الطبيعى فى إفراز الكورتيزون.

ومن أهم الأعراض الجانبية:
ـ ارتفاع ضغط الدم.
ـ ارتفاع نسبة السكر فى الدم.
ـ هشاشة العظام، من أهم الآثار الجانبية الخفية التى قد لا تظهر فى مراحلها الأولى، حيث يسبب الكورتيزون نقصان نسبة الكالسيوم الموجودة بالعظام، مما يجعلها هشة وقابلة للكسر.
ـ الإصابة بالمياه الزرقاء (ارتفاع ضغط العين) أو المياه البيضاء (إعتام عدسة العين).
ـ تتأثر مقاومة الجسم للالتهابات الميكروبية مسببة حدوث التهابات مختلفة.
ـ تغير الحالة المزاجية للمريض عند استخدام الكورتيزون لمدة طويلة.
ـ الشعور بالجوع والعطش، مما يسبب زيادة فى الوزن، ويظهر ذلك بظهور علامات التمدد بالجلد، ولذلك من المهم جدا نصح المريض بتناول وجبات معتدلة وإنقاص كمية الدهون والسكريات والملح فى الطعام، والمحافظة على تناول كميات كبيرة من الألياف حتى يحافظ على وزنه.
ـ استدارة الوجه، وتجمع الدهون بين الرقبة والأكتاف.
ـ حب الشباب أو البثور على الوجه، ويمكن علاج ذلك عن طريق المراهم الجلدية.
ـ يؤثر على نمو الطفل.
ـ ترقق الجلد وظهور الشعيرات الدموية.

وتظهر غالبية هذه الأعراض، كما أسلفت، لدى استخدام الكورتيزون لفترات طويلة وبجرعات عالية. ومن النادر أن يؤدى استخدام مراهم الكورتيزون أو البخاخات المستخدمة فى علاج أمراض الصدر إلى ظهور هذه الأعراض، فالاستخدام الخارجى للكورتيزون لا يسمح بدخوله إلى الدم بكميات كبيرة تسبب الأعراض الجانبية.

سبل الوقاية من أعراض العقار الجانبية:
ـ عدم التوقف عن تناول العقار بشكل مفاجئ، بل يجب أن يتم بصورة تدريجية بإنقاص الجرعة تدريجيا على مدى عدة أيام أو أسابيع تحت إشراف طبى.
ـ إخبار الطبيب بجميع العقاقير الأخرى التى يتناولها المريض، وبالأخص مضادات الالتهاب اللاستيرودية والأسبرين، حيث يمكن أن يؤدى تناولها مع الكورتيزون إلى حدوث نزيف من المعدة.
ـ لاجتناب هشاشة العظام يجب تناول فيتامينات الكالسيوم وفيتامين "دى".
ـ التقليل من شرب الماء وتناول الملح يساعد على ضبط ضغط الدم وعدم ارتفاعه.
ـ التقليل من تناول السكريات يساعد على عدم ارتفاع سكر الدم.
ـ البعد عن الأماكن المزدحمة أو اجتناب الاحتكاك بمصادر العدوى الجرثومية والمحافظة على تلقى اللقاحات اللازمة للأطفال والتزام النظافة الشخصية للوقاية من التقاط العدوى والالتهابات الجرثومية.

No comments:

Post a Comment